القيامة والدينونة
يؤمن المسيحيون على إختلاف طوائفهم بهذه العقيدة ، حتى أنهم يقولون فى ختام قانون إيمانهم "وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتى آمين."
أولاً: الفردوس الأول:
منذ طرد آدم من الفردوس بسبب خطيئته وعصيانه لأمر الله والحكم عليه بالموت ، إذ قال الله لآدم: "يوم تأكل من الشجرة موتاً تموت" (تك 2 : 17) وحتى يومنا هذا والإنسان يتطلع عبر الأجيال ويشتاق للرجوع إلى النعيم الذى حُرم منه فى الفردوس.
ولم يكن هناك طريقاً آخر لنجاة الإنسان من الموت سوى أن يفديه الله بذاته. ولذا تجسد أقنوم الابن ، الله الكلمة ، السيد المسيح.
ثانياً: المجئ الأول للسيد المسيح:
لما جاء ملء الزمان أرسل الله الملاك جبرائل بالبشارة المفرحة إلى مريم العذراء قائلاً لها: ".. قد وجدتِ نعمة من عند الله وها أنتِ ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيماً وابن العلى يدعى ويعطيه الرب كرسى داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية" (لو 1 : 30 – 33).
وقد تجسد السيد المسيح فى ذلك الزمان الذى يوافق اليوم مرور 2010 سنة ميلادية عليه تقريباً منذ سنة 5500 للعالم.
وتعتبر الفترة من بدء تجسده حتى صعوده إلى السموات هى المجئ الأول ، وكان السبب الأساسى لتجسد السيد المسيح هو تقديم ذاته بيحة على الصليب ، متمماً بذلك فداء الإنسان وتقديم كفارة غير محدودة عن جميع الخطايا التى ارتكبها جميع الناسفى جميع العصور من آدم إلى آخر الدهور.
وبذلك يكون المسيح له المجد قد أنعم على المؤمنين به بالقيامة الأولى.
ثالثاً: القيامة الأولى:
هى القيامة الروحية للمؤمنين بالمسيح من موت الخطية ، وليست قيامة أجساد. ويقول عنها سفر الؤيا: "مبارك ومقدس من له نصيب فى القيامة الأولى هؤلاء ليس للموت الثانى (طرح فى بحيرة النار) سلطان عليهم بل سيكونون كهنة لله والمسيح وسيملكون معه ألف سنة" (رؤ 20 : 6).
ويملك الأبرار الآن مع المسيح ألف سنة ، وهى فترة رمزية غير محددة بدأت بارتفاع المسيح على الصليب وتملكه مع المؤمنين ملكاً روحياً وتنتهى بحل الشيطان فى ختام الألف سنة ، ثم تأتى القيامة العامة والدينونة.
رابعاً: المجئ الثانى للسيد المسيح:
لقد كتبت النبؤات فى الكتاب المقدس وأعلنت كل ما يتعلق بالمسيح ، وتمت جميع إعلاناتها ولم يبقى من هذه الإعلانات سوى المجئ الثانى للسيد المسيح للدينونة العامة ..
لقد جاء أولاً ... ليخلِّص ما قد هلك
وفى المرة الثانية ... سيأتى ليُهلك غير المخلَّصين
خامساً: القيامة العامة والدينونة:
عندما يموت الإنسان تذهب نفسه الحيوانية وجسده إلى التراب الذى أُخذ منه.
أما روحه:
- إن كانت بارة تذهب إلى الفردوس
- وإن كانت شريرة تذهب إلى الجحيم
كوديعة مؤقتة إنتظاراً ليوم القيامة العامة.
وعند سماع البوق الأخير فى القيامة العامة ، ستقوم أجساد جميع الأموات أبراراً وأشراراً فى يوم واحد وساعة واحدة فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة فى ملكوت السموات ، والذين فعلوا السيئات إلى قيامة الدينونة فى جهنم. ويقول الكتاب المقدس عن ذلك:
"ومتى جاء ابن الإنسان (السيد المسيح) فى مجده وجميع الملائكة القديسين معه ، فحينئذ يجلس على كرسى مجده ويجتمع أمامه جميع الشعوب. فيميز بعضهم عن بعض كما يميز الراعى الخراف عن الجداء. فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار.
ثم يقول للذين عن يمينه: تعالوا إلىَّ يا مباركى أبى رثوا المُلك المُعَد لكم منذ تأسيس العالم.
ثم يقول أيضاً للذين عن اليسار: إذهبوا عنى يا ملاعين فى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته.
فيمضى هؤلاء إلى عذاب أبدى (فى بحيرة النار والكبريت) والأبرار إلى حياة أبدية.
سادساً: علامات نهاية الأزمنة
- هدم الهيكل وخراب أورشليم.
- ظهور مسحاء كذبة.
- الحروب والقلاقل.
- مجاعات ، أوبئة ، زلازل ، إضطرابابت أرضية.
- إضطهادات متنوعة.
- خلاص اليهود ، أى إيمانهم بالسيد المسيح.
- ظهور ضد المسيح.
- الإرتداد العظيم.
- الفتور بسبب كثرة الإثم.
- الدمار الكونى.
- آخر علامة (ظهور علامة المسيح فى السماء وهى الصليب).
بعد إنحلال قُوى الطبيعة يقول الرب: "وحينئذتظهر علامة ابن الإنسان (السيد المسيح) فى السماء .. ويبصرون ابن الإنسان آتياً على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه.." (مت 24). وهنا النهاية.
وقد أخفى الله موعد المجئ الثانى عن البشر ، حيث قال السيد المسيح له المجد: "أما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السموات" (مت 24 : 36) (مر 13 : 32).
والحكمة من إخفاء يوم نهاية كل إنسان والقيامة العامة أن نستعد كل يوم بالسهر والصلاة والحياة المستقيمة. لأن الرب سيأتى سريعاً وفجأة.
آمين تعال أيها الرب يسوع.
الملائكة الجليل ميخائيل نياحة القديس
يوحنا السريانى